تقنيات إعداد مداد الذهب في المنمنمات التيمورية

المؤلفون

  • الباحث : م.م رسول حمزة ناصر

الملخص

ملخص البحث :

على مر المئات من السنين استطاع الفن صياغة نفسه في أعمال فنية مميزة وخاصة به ، بعيدة تماماً عن الانساق القديمة وهي ليست قطيعة بقدر ما هي حالة من حالات التداخل في الاساليب والتقانات فبين مُستَحْسَنٍ وغير مُسْتَحْسَن تتنافذ الفنون وتنصهر في بودقة البيئة الجديدة ، ولعل الحروب والفتوحات واحدة من أهم اسباب ذلك التنافذ فهي تفرض في سياقاتها تداخلا كبيرا في ضروبٍ كثيرة ولعل الفن واحداً من تلك الضروب وغالبا ما تُمنى الشعوب بولادات جديدة عَقِبَ الحروب في ساحة الأدب والفن وفي غيرها وتلعب فاعلية تلك الشعوب الدور المهم في صهر ما هو جديد واظهاره بصورة تنسجم وبيئتها ، فمثلت بذلك الفنون  صورة الشعوب  المتجددة التي لا تنفك عما يميزها ويكسبها صفة التفرد ، ولعلّ واحداً من اهم اسباب تميّز الفنون في الشرق الاوسط هو التداخل الذي فرضته الفتوحات بغض النظر عن مدى مشروعيتها ووضوح اهدافها ابتداءاً من المغول وما تلاهم وما افضت اليه تلك الفتوحات من امتزاج الفنون وتداخل الثقافات لحضارات موغلة في التاريخ وامبراطوريات واسعة المضارب ما اكسب النتاج الفني في الشرق الاوسط تميزاً وتفرداً ولعل فنون الكتاب المصوّر واحدة من ابرز تلك الفنون ،فما انتج في حكم المغول كان مزيجا لنتاج الصين والهند وبلاد فارس وبغداد وان غابت ملامح ذلك النتاج الجديد في حكم المغول فانها ظهرت بوضوح في حكم التيموريين ومن تلاهم ،  فالدقّة في التنفيذ وصغر المساحة والغنى اللوني والديمومة وطريقة سرد الاحداث وتوثيق الانتصارات لأعمال المنمنمات عموماً وللمنمنمات الفارسية على وجه الخصوص جعلت منها محط انظار الكتّاب والنقّاد ما أكسبها حضوراً في اغلب متاحف العالم وأهمها ودفع الباحثين الى دراستها في جملة من الابحاث الأكاديمية وغيرها والملفت في الموضوع ،أنّ صفات التفرّد التي اختصت بها المنمنمات إعتمدت في الغالب على التقانة التي نفذّت بها ، وهي المساحة التي لم تزل بكراً لا أقل في المصادر العربية التي تناولت فنون المسلمين عموماً وفنون بلاد فارس على وجه الخصوص لذا ومما تقدم برزت الحاجة للبحث الحالي علّه يسلط الضوء على تلك التقانات التي اكسبت المنمنمات هذا الحيّز من الخصوصية ،فبنى الباحث بحثه بهدف الكشف عن تلك التقانات وتنوّعها فجاء بحثه هذا في أربعة فصولٍ وهي كما يأتي:-

  • الفصل الاول :- وإختصّ بالاطار المنهجي للبحث فابتدأ بمشكلة البحث التي انتهت بعد تسلسلٍ موضوعيٍ الى التساؤل الآتي ( ما تقنية اعداد مداد الذهب في المنمنمات التيمورية ؟ ) ،حيث تكمن أهمية البحث في كونه البحث الاول الذي يتناول تلك التقانات ويدرس حيثياتها موقعياً من خلال المقابلات التي اجراها الباحث مع المختصين في هذا النوع من الفنون واصحاب الخبرات العملية فيها تحديداً في دولة ايران فضلا عن توثيقه لتقانات تناقلتها الاجيال شفاها وتدريباً ، بغية توثيقها باعتبارها الحلقة المفقودة من حلقات تطور تكنولوجيا التصوير الاسلامي حيث يهدف البحث الحالي الى الكشف عن تنوّع الخامات والادوات واساليب تنفيذ المنمنمات المنفذة في ايران أبان الحكمين التيموري والصفوي للفترة بين 1370-1732 م .
  • الفصل الثاني :- وإختصّ بالاطار النظري للبحث ,حيث تضمن التقنيات التي كانت متبعة في تحضير مداد الذهب في بلاد فارس ابان حكم التيموريين .
  • الفصل الثالث :- وفيه اجراءات البحث حيث بلغ مجموع نماذج عينة البحث (16) إنموذجاً اختار منها الباحث انموذجين بقصدية تخدم هدف البحث وتغطي الاعم الاغلب من التقانات ،حيث اعتمد الباحث في تحليلها منهجا وصفياً تحليلياً بالاعتماد على ما تم ذكره من مؤشرات .
  • الفصل الرابع :- وقد خصّص لنتائج البحث واستنتاجات الباحث وتوصياته ولعل اهم النتائج .
  • استخدام المصور الذهب المذاب كيميائيا يتيح له تنفيذ خطوط وزخارف غاية بالدقة والصقالة واللمعان.
  • استخدام الاذابة الكيميائية للذهب يتيح نوعا واحدا من الذهب وهو عيار 24.

أمّا اهم الاستنتاجات التي توصل اليها الباحث  :-

  • ان الذهب المستخدم في المنمنمات الفارسية (التيمورية ) مذاب اذابة كيميائية لتحويله من معدن صلب الى مداد.
  • الفضة التي لون بها المصور الفارسي البرك والانهار واحواض الماء في القصور هي ناتج عرضي لاذابة الذهب كيميائيا .

التنزيلات

منشور

2023-08-24