تمثلات الفلسفة الطاوية في الرسم الصيني المعاصر
الكلمات المفتاحية:
الكلمات المفتاحية: الطاوية ، تمثلات ، الرسم الصيني.الملخص
ملخص البحث
يعنى هذا البحث بدراسة (تمثلات الفلسفة الطاوية في الرسم الصيني المعاصر) من خلال دراسة النصوص الجمالية لفن الرسم الصيني وتحليل دلالاتها المعرفية المختلفة ضمن الإطار العام لاشتغالات الفلسفة الصينية الطاوية، ومن ثم كشف سمات تأثير تلك الفلسفة في أنماط النتاجات التشكيلية الصينية المعاصرة وما طرأ عليها بعدّها تكوينات شكلية تتفاعل فنياً وجمالياً لتفصح عن خطاب جمالي ملتزم.
تضمن البحث الحالي أربعة فصول، احتوى الأول منها (الإطار المنهجي) على مشكلة البحث التي تمحورت حول التساؤل التالي: ما هي تمثلات الفلسفة الطاوية في الرسم الصيني المعاصر؟ ومن ثم تحددت أهمية البحث في كونها تسهم في رفد الدراسات الأكاديمية الفنية بمحتوى معرفي وعلمي يتعلق بدراسة الفلسفة الطاوية وعلاقتها بالفن التشكيلي الصيني المعاصر ما يعد استزادة معرفية وجمالية للمهتمين والباحثين والمختصين والفنانين ، أما هدف البحث فقد كان الكشف عن تمثلات الفلسفة الطاوية في الرسم الصيني المعاصر، وقد اقتصرت حدود البحث الموضوعية على النتاجات الفنية (لوحات الرسم) الصينية، والتي تم تنفيذها داخل وخارج الصين ما بين عامي(1990، 2022) ، ومن ثم جرى تعريف أهم المصطلحات التي وردت في سياق البحث، أما الفصل الثاني (الإطار النظري) للبحث فقد جاء في مبحثين، تناول الأول منهما تاريخ الفلسفة الطاوية، فيما تناول ثانيهما التجربة الفنية والجمالية للفن الصيني، أما الفصل الثالث من هذه الدراسة فتضمن (إجراءات البحث) متمثلة بمجتمع البحث وعينته البالغة (5) نماذج، وأداة البحث، وتحليل نماذج عيناته، فيما تناول الفصل الرابع منه نتائج البحث وأهم استنتاجاته الى جانب فقرتي التوصيات والمقترحات، وكانت من أبرز النتائج التي توصل إليها البحث الحالي هي:
- عبّرت نتاجات الرسم التشكيلية الصينية عن مبادي الفلسفة الطاوية من خلال أنماط الخطاب البصري الذي يؤكد شكلاً ومضموناً على مبادئ البساطة والإعلاء وتوحيد مفاهيم الجمال والابداع الفني، ومن ثم أصبحت تلك النصوص محكومة بمنطق الفهم الفلسفي الطاوي الحر لطبيعة المشهد الجمالي واشتراطات الإدراك العميق لطبيعة الحياة وقيمها المعرفية والثقافية والاجتماعية.
2- إن الابداع في نصوص التشكيل الصيني بحسب منهجية الفلسفة الطاوية لابد أن ينطوي على توحيد ضمني لسياقات العالمين المادي والروحي، توازياً مع فكرة تجاوز الواقع من خلال أساليب التأمل الروحي، ومن ثم فقد حفزت الفلسفة الطاوية الرسام الصيني على صياغة نصوصه البصرية على وفق المخرجات الشكلية القائمة على تفكيك الرموز والأنظمة العلاماتية بتأثير الرغبة الملّحة في العودة إلى مفاهيم ديمومة الكون والطبيعة.
وتمخض عن البحث عدة استنتاجات كان من أبرزها:
1- حملت الكثير من أعمال فن الرسم الصيني روحية الفلسفة الطاوية لما تمتلكه تلك النتاجات من العناصر الجمالية القابلة للتوظيف الدلالي، وخاصة تلك التي تتداخل فيها بنى العلاقات الثنائية ومن ثم فقد ربطت تلك الفلسفة بين عناصر الاجناس الثقافية المختلفة كالرسم والشعر، أو الرسم والموسيقى وحتى بين عناصر الإنشاء التصويري الداخلية للنص كاللون والشكل والفراغ والتكرار والتقويس، فيما يبرز عنصر الخط بصفة خاصة بوصفه معبراً فعّالاً عن سمات التماهي والتناغم مع بيئة العرض.