المعالجات الاخراجية للنيوتروسوفي والمعنى الثالث في العرض المسرحي (عرض مسرحية ــ ميت مات انموذجا)
الملخص
ملخص البحث
يعد الفن المسرحي بشكل عام من الفنون المتجددة والتي تبحث عبر تاريخها الفني والتقني والفكري والجمالي عن معالجات مبتكرة تتلاءم والتطور التكنولوجي في حقول المعرفة ، بغية الوصول الى التكامل الفني في العرض المسرحي ، كما ان تلك التطورات كانت لابد لها من تلقي بظلالها في حقول المشتغلين في فن المسرح مخرجين وممثلين وتقنين ومؤلفين ونقاد ، فهم في بحث دائم عن كل ما يمكن له من يطور من فن المسرح شكلا ومضمونا ، فقد مرت الفنون المسرحية بعدة تطورات واكتشافات على مر العصور الغابرة بدءا من العصور الاغريقية وحتى عصرنا الراهن . اذ تعد الفلسفة واحدة من المصادر التي تتشكل على وفقها منظومة العرض المسرحي فكرا وجمالا من جهة ، وتأثيرها على التقانة والصورة الفنية من جهة اخرى ، فالفلاسفة الاغريق والرومان قدموا قراءات جديدة في الفكر الانساني استطاع المسرح من ان يسبر اغوارها ويوظفها توظيفا دراميا ، فأرسطو وسقراط وأفلاطون والمدارس الفلسفية الاخرى ساهمت بتأطير العروض المسرحية عبر افكارها ومنطلقاتها الفلسفية .
وفي العصر الحديث شاع اصطلاح(النيوتروسوفي) وهي تمثل مفهومات مغايرة لنظم التأويل او نظم التفكيك وإعادة البنية الفنية في اكثر من شكل ومعنى ، وهي تعني الموقف المحايد ليس بصورته السلبية اي الوقوف بين طرفي النقيض ، بل هو موقف قائم بحد ذاته يستمد شرعيته من الحدث او الموضوع زمانيا ومكانيا ولا يمكن ان تجد له صدى لا في الموقف الاول ولا في الموقف الثاني ، بل هو نتاج قراءات متعددة مغايرة لإنتاج معنى ثالث وجديد ومائز غير مرئي ، وقد يكون مضمرا لأسباب جمالية وفكرية يسعى العرض لإظهار ابعاده والكشف عنها .
لقد حاول (الباحث) فك شفرات فلسفة النيوتروسوفي ومقارباته الجمالية فضلا عن مفهومات المعنى الثالث وآلية تشكلهما في بنية العرض المسرحي ، والوقوف على اسس ذلك البناء ، وفهم الاجزاء وتعالقها فيما بينها ، لإنتاج المعنى المغاير في فضاء العرض المسرحي ، اذ ان العرض يتشكل من مجموعة من العناصر تمثل مجمل الادوات ، ومنها الممثل والمخرج والمؤلف والتقانة ، غير ان مجموع القيم الدراماتيكية تتشكل من الشخصية والحوار والصراع والحبكة والفكرة والذروة والحل بأنواعه ، كل تلك العناصر تخضع للمواقف لتنتج معنى جديد ومغاير ، فالسؤال الجمالي يستدعي كشف بنيات النيوتروسوفي وتعالقه بالمعنى الثالث وكيفية تشكلهما في بنية العرض المسرحي ، ولهذا اختار (الباحث) عنوان بحثه (المعالجة الاخراجية للنيوتروسوفي والمعنى الثالث في للعرض المسرحي) (عرض مسرحية ميت مات انموذجا) ، بوصف ان المعالجة هي موقف وكشف للمضمر عبر المعنى الثالث غير المرئي وجماليات التشكل عبر الصورة المسرحية في فضاء العرض المسرحي .
الكلمات المفتاحية : النيوتروسوفي ، المعنى الثالث ، التشكل ، المعالجة الاخراجية .