ظاهرة الاكتئاب في نصوص تشيخوف المسرحية

Abstract

تبرز مقتربات العلوم النفسية والاجتماعية في مضامين وطبقات النصوص المسرحية وتتسيد اطرها المعرفية والجمالية بتكاملية مضامينها الفكرية ومعالجاتها الدرامية لافق الواقع الانساني. الذي تتجلى فيه الاضطرابات النفسية بصدامات وصراعات الحياة وتناقضها وانفصام وانفصال الذات وعدم توافقيتها مع ذاتها ومع مجتمعها فتبرز الذات المأزومة نفسياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ويتبلور في بنياتها التركيبية محمولات وضغوطات متراكمة ليتجلى الاكتئاب ظاهراً في سلوكياتها وافعالها اليومية والذي يتفاقم ليكون بؤرة مرضية مزمنة ناتجة من الاحباط وتكرار الفشل في الحياة وعدمية المعنى وجدوى الحياة والهروب من الواقع الى اللاواقع والوهم والرفض الوجودي والتمرد على الواقع بصورة متعددة .

ويعد الكاتب تشيخوف من اشهر من ارسى اساسيات الواقعية وابراز الصراعات الذاتية للبشرية في معظم مسرحياته ليعالج حالة التراتبية والسكونية والواقع الراهن المحمول بسلبياته الذي يحول الانسان الى وسيلة لتمرير مصالحه وتحقيقها على حساب الذات البشرية بخداعها واخضاعها لمستقبل ومصير مؤمل غير متحقق يسوده الاكتئاب والحزن واليأس والاحباط والكبت والاغتراب.

ويسلط البحث الحالي هدفه على التعرف على ظاهرة الاكتئاب وتتحدد النصوص المدروسة للفترة من (1886-1897) وقد شمل البحث في الفصل الثاني الاطار النظري على ثلاث مباحث:

1. الاكتئاب, مفهومه , اسبابه وعلاجه في نظريات علم النفس.
2. النقد النفسي وظاهرة الاكتئاب في نصوص المسرح العالمي "نماذج مختارة".
3. الخصائص الأسلوبية لمسرحيات الكاتب تشيخوف وكما شمل الفصل مؤشرات الاطار النظري والدراسات السابقة.

اما الفصل الثالث فقد شمل مجتمع البحث الذي تضمن خمسة نصوص مسرحية وقد تم اختيار مسرحيتان وهي مسرحية ايفانوف ومسرحية الخال فانيا كعينة للتحليل واستخراج النتائج التي تبلورت في الفصل الرابع الذي شمل النتائج والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات.

ومن ابرز النتائج هي:

1. تتسيد ظاهرة الاكتئاب في نصوص تشيخوف المسرحية باعتبارها أحد التقنيات الكتابية المسرحية التي استثمرها الكاتب في بناء الحدث الدرامي وصناعة التأثير الواقعي لدى المتلقي.
2. استثمار فعل الاكتئاب كمثير نفسي البناء التركيبي لشخصيات المسرحيات بواقعها (السايكولوجي- السيسولوجي) وكحافز للفعل المسرحي وللتغير السلوكي للشخصيات في بناءها الذاتي.
3. تمثل الاكتئاب في صور التناقض الوجودي التي عانت منه الشخصيات بين الواقع الراهن والواقع المؤمل واضطراب السلوك الناتج من الاحباط والفشل واليأس والحزن والتردد والتشاؤم والكبت والانتحار.
4. ان ظاهرة الاكتئاب تمثل فلسفة فكرية صارخة في نصوص تشيخوف المسرحية ضد انواع السلطات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . واستغلالها الفرد والانسانية لخدمة مصالحها الذاتية.