تمظهرات العاهة العقلية في اداء الممثل المسرحي العراقي
الملخص
ملخص البحث
رغم البحوث والدراسات العديدة لـ فن الاداء المسرحي للممثل في تجسيد الابعاد الطبيعية للشخصية وانواعها التي تعاني من الاضطرابات العديدة وانعكاس ذلك على المسرح الا انه لازال الممثل عاجز عن التفريق في الاداء بين الجنون و(العاهة العقلية) وذلك لان تجسيد مثل هكذا نوع من الامراض يتطلب خبير طبي عقلي لتشخيص العاهة بشكل دقيق و وصفها وتحليلها. لذا جاءت اهمية دراسة البحث لألقاء الضوء على الاداء التمثيلي للممثل المسرحي بعد التطورات التي حدثت في تشخيص طبيعة الأمراض العقلية في القرن الواحد والعشرين والتي حددتها الجمعية الأمريكية للاضطرابات العقلية في ٢٠١٣.والتي تجسدت في عشرة عاهات عقلية من الممكن أن تصيب الشخصية عند توفر الظروف المساعدة على ظهورها. كما تجسدت موضوعة (العاهة العقلية) لـ معرفة مدى تأثير الممثل المسرحي على المتلقي من خلال مشاركاته في لعب أدوار شخصيات مصابة بـ (عاهة عقلية) ومساعدته في كيفية تحليلها وتشخيص عاهتها و كيفية مواجهتها. فضلا عن ان الباحثة جاءت ب مصطلح (العاهة العقلية) لإيمانها بالعلاقة الوثيقة ما بين (الممثل) و(علم النفس) والذي يعد الوسيلة الأساسية الوحيدة التي ينبغي على مسرح العاهة العقلية بالرجوع اليها. والاستفادة من التطورات التي يتفق عليها علماء الجمعية الأمريكية للاضطرابات العقلية في تحليل الشخصية. والتي تأخذ بالممثل إلى التوصل في الصدق الادائي للشخصية مما يمنح العمل المسرحي خطابا مسرحيا (نصاً) نظرياً و (عرضاً) تطبيقياً تتوافق فيه جميع العناصر العرض المسرحي بصورة ايقاعية متوازنة مما تضفي لدى المتلقي العراقي منظومة معرفية جديدة لذائقته الفنية والتي تؤثر بعد ذلك على سلوكه وآلية تفكيره وطبيعة مواجهته ومعالجته لمثل تلك العاهات التي تواجهه في البيت أو الشارع او مكان العمل وغيرها من الأماكن التي باتت تزدحم بشكل لافت للنظر في مجتمعاتنا العربية.
تضمن البحث اربعة فصول احتوى الفصل الاول بالاطار المنهجي متضمناً مشكلة البحث المتمركزة على التساؤل (ما هي تمظهرات العاهة العقلية في اداء الممثل المسرحي العراقي) واهمية البحث والحاجة اليه , كما ضم الفصل هدف البحث في التعرف على تمظهرات العاهة العقلية في اداء الممثل المسرحي العراقي , وقد تحدد البحث في حده المكاني, بغداد, والحد الزماني (1994 – 1999) وحد الموضوع دراسة تمظهرات العاهة العقلية في اداء الممثل المسرحي العراقي واختتم الفصل بتحديد المصطلحات والتعريفات الاجرائية.
أما الفصل الثاني الإطار النظري فقد اشتمل على مبحث واحد (العاهة العقلية مفاهيمياً) واختتم الفصل الدراسات السابقة والمؤشرات التي اسفر عنها الاطار النظري وكانت من اهمها:
- الممثل شخصية سوية يقوم بتمثيل دور شخصية غير سوية وبالتالي يسيطر على كل انفعالاته اثناء العرض , فلا داعي لتجاوز الشخصية ذي (العاهة العقلية) رغم خطورتها .
- تخضع طبيعة (الاداء التمثيلي) للشخصية المصابة بـ (العاهة العقلية) الى تغيرات كبيرة في طبيعة الاداء التمثيلي لذلك تبقى تلك التغيرات كما هي طول الفترة الزمنية للعرض المسرحي .
- يؤثر مظهر الشخصية في ايصال طبيعة نوع العاهة العقلية كـ (الصراخ والحركات الغريبة والشعر المنكوش والملابس النتنة والصور المسرحية الاخرى) اداءيات تمثيلية ضرورية لتعكس مدى اصابة الشخصية بـ ( العاهة العقلية ).
وعني الفصل الثالث بإجراءات البحث ، متضمناً مجتمع البحث الذي يضم مسرحيتان عراقيتان وحسب الحد الزماني كما ضم عينة البحث الذي شمل عينة واحدة وهي مسرحية (ليديا شارمان) للمؤلف (صورة ماريا) كما شمل منهج البحث واداته ومن ثم تحليل العينة.
اما الفصل الرابع والاخير فقد احتوى على النتائج وكان من بينها
- لم تكن العاهة العقلية موظفة بشكل خاص بل نجدها متباينة بسبب عدم تشخيص من قبل المخرج او الاخصائي في الطب النفسي ونجد ذلك انعكس على أداء الممثل بحسب العروض الخمسة.
- كان الأداء يتسم بالعشوائية والانشقاق وعدم التركيز على الأبعاد الشخصية كما في العينة.
- عدم التفاعل التمثيلي ما بين الشخصية الرئيسة (الشخصية المسرحية) والشخصية الحياتية التي يقوم بها (طبيعته).
وبعدها جاءت والاستنتاجات وكان من اهمها
- العاهة العقلية تصور الجنون تارة وتصور العقل السوي تارة اخرى.
- عدم الفرز بين الجنون وانواع العاهات العقلية الاخرى.
ثم التوصيات والمقترحات، واختتم البحث بقائمة المصادر.